بسم الله الرحمن الرحيم
قامت مدينة حلب بافتتاح مشروع تأهيل و إحياء "نهر قويق" في مدينة حلب، حيث كانت الأعمال في إعادة إحياء هذا النهر قد بدأت في العام 2004 م، وذلك بهدف الحفاظ على البيئة وتحسين واقع الصحة وتجميل مساره، بعد إن انتشرت الأمراض والأوبئة في الحارات والمناطق المحيطة بمجرى النهر بعد جفافه وتحوله إلى مصب للصرف الصحي الناتج عن المدينة، هذا بالإضافة إلى توفير ملايين الليرات التي تصرف على معالجة مرض اللايشمانيا والذي كان مجرى النهر الملوث أحد أكبر مسبباته.
|
يستمد النهر ماءه من نهر الفرات عبر قناة جر مسكنة حيث تصب المياه المتدفقة من الفرات قرب "مشفى الكندي" الواقع شمال مدينة حلب بشكل شلالات رائعة يبلغ ارتفاعها حوالي العشرين مترا، وتسمى منطقة السقوط الشلالي، حيث تحصر المياه في بحيرة صناعية صغيرة ثم تنطلق في مجرى النهر.
ومع قدوم فصل الصيف تحولت منطقة السقوط الشلالي لنهر قويق إلى متنزه يقصده سكان مدينة حلب والمناطق المحيطة من أجل التمتع بمشاهدته،كما يقصده مئات الشبان من أجل السباحة في البحيرة الصغيرة التي تصب فيها الشلالات، وقد استغنى الكثير من السكان خاصة في المناطق القريبة من الشلالات عن السفر إلى الساحل السوري من أجل الاستجمام والسباحة، وأثناء تجولنا شاهدنا عددا من العائلات التي تجلس تحت الأشجار المحيطة بالشلالات من أجل تناول الطعام والاستمتاع بالمناظر الجميلة،
أثناء تجولنا في المكان التقينا عددا من الشبان والأطفال الذين عبروا لنا عن مدى فرحتهم وسعادتهم بهذا
|
"عبد الله جاسم" الذي يقطن في أطراف مدينة حلب الجنوبية قال: «بالرغم من بعد بيتي عن المكان هنا فأنا آتي إلى هنا مرة أو مرتين كل أسبوع مع أخوتي الصغار لكي نسبح في البحيرة، وقد تعرفنا هنا على أصدقاء نلتقي بهم كلما أتينا، فالجو هنا ممتع وجميل حيث نقضي هنا أوقات رائعة تنسينا بعض متاعب الحياة اليومية».
أما الطفل "سامر الشيخ" فقد قال: «قبل افتتاح هذه البحيرة كنا نذهب سنويا إلى البحر سواء في اللاذقية أو جبلة أو طرطوس، أما الآن فلم نعد نذهب إلى هناك لأن السباحة هنا في البحيرة ممتعة بالإضافة إلى أنها قريبة جدا من بيتنا».
لأطفال الصغار "حسن وأحمد ومصطفى وماهر" قالوا «إننا سعداء جدا بالسباحة هنا، إننا نأتي إلى هنا كل يوم منذ أغلقت المدارس أبوابها، لقد تعلمنا السباحة جيدا هنا».
أما الشاب "محمود السيد" فقال «سابقا كنا نذهب إلى المسابح الخاصة من أجل السباحة بالصيف، وكنا نذهب كل شهر تقريبا في فصل الصيف
|
قويق من أين جاءت التسمية
ذكر "ياقوت الحموي" في معجم البلدان أن "قويق" هو تشبيه لصوت الضفدع، حيث كانت أعداد كبيرة من الضفادع تعيش على ضفافه، ولذلك سمي بصوتها، أما في اللغة السريانية فكلمة قويق تعني النحل وطيور الماء وبعض النباتات التي تنمو على ضفاف الأنهار، أما "خير الدين الأسدي" فيقول في موسوعته إنه قرأ في كتابة على حجارة قبر(هذا ضريح الولي الزاهد الشيخ محمد بن عبد الله..قويق...الحافر لمجرى نهر حلب الشهبا) ويعتقد أن النهر قد سمي باسم من شق مجراه وهو الشيخ قويق، أما "ابن الشحنة" فيقول بأنه سمي "بقواق" نسبة إلى شجر الحور الذي كان يزرع على جانبيه ولكثرة الزرع عليه، حيث يسمى شجر الحور بالتركية "قواق".
يذكر أن نهر قويق كان سابقا ينبع من "عنتاب" في تركية ويصب في منطقة تسمى "المطخ" وهي تقع في
|
وقد كلف مشروع أعادة تأهيل وإحياء نهر قويق مبلغا وقدره مليار ومائتي مليون ليرة سورية، وأمام هذا يأتي دورنا في إقامة المنشآت السياحية التي وفر لها النهر أهم المقومات، بالإضافة إلى تأمين الحماية اللازمة له.
2 التعليقات:
والله منطقة حلوة كتير
اي والله منطقة حلوة كتير وبدها زيارة